الرئيسية / محتوى عام / أول مجلس حجر صحي بحري بالاسكندرية

أول مجلس حجر صحي بحري بالاسكندرية

محمود قنديل – الاسكندرية

تعرف على تفاصيل إنشاء أول مجلس حجر صحي بحري دولي بالأسكندرية والذي تأسس عام 1831 م في عهد محمد علي باشا

لم تكن جائحة ” كورونا ” الذي تعرض لها العالم في الوقت الحالي أولي الأزمات الوبائية ، ولكن التاريخ يؤكد أن أغلب بلدان العالم تعرضت لكثيرآ من الأوبئة والأمراض التي فتكت بالكثير من مواطنيها ، إلا أن هناك دول كان لها تاريخ و دور فعال لمجابهة مثل هذة الأوبئة كالكوليرا والطاعون ، في حين توجد دول أخري ظلت مكتوفي الأيدي تنتظر الحلول من غيرها ، فمصر كانت من الدول التي لها دور سابق عن دول العالم في التصدي للأوبئة من خلال الإجراءات الإحترازية والوقائية التي اتبعت وطبقت .

دكتور محمد عوض المؤرخ لتاريخ الإسكندرية الحديث ومدير مركز دراسات الإسكندرية والبحر المتوسط السابق يقول ، في عام ١٨٣١ وهي فترة أنتشرت بها الأوبئة في مصر وبعض بلدان العالم ولأن الإسكندرية مدينة تطل على البحر المتوسط مما يجعل أهلها عرضة للعدوي جراء أستقبال ميناء الإسكندرية الكثير من السفن المحملة بالبضائع وأشخاص من جنسيات مختلفة .

أول مجلس حجر صحي بحري دولي بالإسكندرية

أقترح محمد علي بتخصيص أماكن للحجر الصحي فشهدت أهم إجراءات الحجر الصحي ، حتي أصبحت مقرآ إداريآ لأول مجلس حجر صحي بحري دولي في العالم ، علي غرار المعازل الأوروبية الغير بحرية حيث جمع عدة دول أوروبية كبرى وبالتواصل مع عدد من القناصل تم الإتفاق على إنشاء هذا المجلس وعين لجنة من خمسة أعضاء للإدارة ، وتم بناء مقرآ له في منطقة الأزاريطة بوسط الإسكندرية .

مازال موقعة موجودآ حتي الآن مستمر يقدم خدماتة في الصحة والتوعية والتدريب وعقد الندوات مع إختلاف تبعيته والمسمي الذي تغير عدة مرات منذ تأسيسة علي مر الزمن ، حتي أصدر مجلس الوزراء عام ٢٠١٧ مشروع قرار بتعديل المسمى من مركز الإسكندرية الإقليمي لصحة وتنمية المرأة ، ليصبح المركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة بالإسكندرية ، حيث يخضع للإشراف المباشر لوزير الصحة والسكان ، ويأتي ذلك في ضوء انطلاق مبادرات رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة والكشف المبكر عن سرطان الثدي ، وكذلك بهدف تفعيل دور المركز ليتمكن من دعم البحث العلمي ونشر الوعي في مجال صحة وتنمية المرأة في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وحوض البحر المتوسط .

وأضاف مدير مركز دراسات الإسكندرية والبحر المتوسط السابق ، وبعد انشاء المقر تم تخصيص أماكن بالمدينة حينذاك للحجر الصحي مازالت تحمل نفس الأسماء التي أطلقت عليها مثل منطقة ” كارنتينا ” بغرب الإسكندرية وهي كلمة إيطالية مشتقة من ” ٤٠ يومآ ” حيث تشير الي المدة الخاصة بالحجر الصحي ، ايضآ منطقة ” الأزاريطة ” بوسط الإسكندرية حيث كان يطلق عليها ” لازاريتو ” فبعد ذلك بنى محمد علي عدة “كرنتينات” في أنحاء مصر ، وهي مكاتب خاصة بالحجر الصحي في المناطق الحيوية التي تطل على الموانئ البحرية ، وذلك لعزل القادمين إلى البلاد لمدة تتراوح من ١٤ إلي ٤٠ يوما لحين التأكد من سلامتهم.

د/ إبراهيم رجب

فيما قال دكتور إبراهيم رجب الباحث في التاريخ الإسلامي والحديث بجامعة الإسكندرية، يذكر مؤسس مدرسة الطب في مصر “كلوت بك” أن وباء الكوليرا عام 1831م ، القادم من مكة المكرمة لمصر، كان النواة الأولى لإقامة مكاتب للصحة في دمياط ورشيد والعريش، إذ أنشأت هذه المكاتب عام 1832م وأنشئ قبلهم محجر صحي بالإسكندرية لتكون هذه المكاتب هي أول نواة لمكاتب الصحة في مصر للسيطرة على الأمراض والأوبئة ومن بينها الكوليرا، قبل إنشاء مقر وزارة الصحة في ثلاثينيات القرن الماضي .

وكان محمد على يهتم اهتماما بالغا عند انتشار هذا الوباء ، فلما انتشر هذا الوباء بدمياط مرة أخرى عام 1836م طلب “محمد على ” إفادته تفصيليا بعد التحقق من ظهور وتفشي الوباء بالمدينة وضواحيها وبعد المسافة بينهما وكيف حدث وذلك لإخطار مجلس الصحة، فأجابه المحافظ بما طلب ما جعل “محمد على ” يرسل له في يوليو 1836م الخواجة “إسقارلاتو” لعمل حجر صحي بجهات دمياط وعليه أن يساعده في كل ما يريد بأعتباره مأمورا للحجر الصحي بها بدلا من مأمورها السابق الذي لم يستطع القيام بعمله خير قيام لمرضه. وأن محمد على أمر محافظ دمياط في 15 سبتمبر 1844 أن ينشر قانون الحجر الصحي على المصالح التي تحت إدارته، ويبذل كل الجهود لتطبيقه لحماية المحافظة من العدوى من مرض الكوليرا.

د/ إسلام عاصم

يقول الدكتور إسلام عاصم، مدير جمعية التراث بالإسكندرية ، إن العاصمة الثانية الإسكندرية عانت كثيرا من الأمراض والأوبئة ، وذلك بسبب ارتفاع الأسوار التي كانت تحيط المدينة، وايضا عرض هذه الأسوار الذي كان يتعدى الخمس امتار، وكانت تمنع عنها تجديد الهواء، فعند دخول مرض، أو وباء بالمدينة، فكانت هذه العوامل تجعله يتفشى ، وكانت الأوبئة تحدث بطريقة معتادة جدا في القرن ١٧، ١٨، وبداية النصف الأول من القرن 19، وكانت مصر تتأثر بسبب أنها ملتقى التجارة بين الشرق والغرب، كون أن حركة التجارة المصرية كانت اكثرها يمر من الإسكندرية، فيتوافد التجار عليها من جميع الدول بحكم عملهم وتجارتهم وهنا كان الحجر الصحى شيئ أساسي بالإسكندرية.

وأضاف عاصم أن الأوبئة في تلك الفترات لم يكن لها علاج ، ولم يكن أحد يبحث عن علاج لها فكانت تدخل الدول تحصد الأرواح حتى يزول الوباء ، وكانت الإسكندرية، من أكثر المدن التي تتأثر بذلك، وأيضًا القاهرة، والسويس، وللحد من الأوبئة، يتم إتخاذ إجراءات احترازية، ومنها إيقاف وسائل المواصلات بين المحافظات، وتعطيل المدارس والمعاهد، وعمل حجر صحى بجوار الموانئ المصرية بالإسكندرية، والسويس، ودمياط ،

وأشار أنه برغم تواجد الحجر الصحي ، في أماكن وموانئ كثيرة، إلا أنها لم تكن بنفس الدقة التي قام بها محمد على باشا.

عن Nas On Line

شاهد أيضاً

فاتورة التليفون الأرضي

رابط الاستعلام عن فاتورة التليفون الأرضي

رابط الاستعلام عن فاتورة التليفون الأرضي برقم التليفون

معهد ثربانتس

مدير ثربانتس لمحمود قنديل :الإسكندرية تعد بمثابة آله لإنتاج الثقافة علي مر التاريخ

《معهد ثربانتس الإسباني》…تأسس رسميآ عام 1991 ، إلا أن تاريخ نشاطه الفعلي يعود إلى عام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: