محمود قنديل يكتب
روتاري رمل إسكندرية ” فيها حاجه حلوة ”
” إنشاء أول حديقة ترفيهية للأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة في مصر “

في مناخ يسوده المحبة والألفة وعلي أنغام أغاني نصر أكتوبر المجيد ، تم افتتاح أول حديقة ترفيهية رسميآ خاصة بالاطفال ذوي الهمم ، حضر الافتتاح السيد اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية والدكتورة صفاء الشريف وكيل وزارة الشباب والرياضة ومحمد سعد رئيس هيئة تنشيط السياحة وعدد من ممثلي المجتمع المدني وأعضاء نادي روتاري برمل الإسكندرية .

خالد مصطفى الرئيس السابق لنادي روتاري رمل الإسكندرية وصاحب فكرة مشروع الحديقة يقول طرأت فكرة هذا المشروع عندما ألتقيت بطفل من أصحاب الهمم يبلغ من العمر عشرة سنوات يجلس علي كرسي متحرك ولا يفارقه أبدآ ، فلفت إنتباهي صمته وحزنه الأمر الذي دفعني أن أجلس معه ، من خلال مباراة شطرنج جمعتنا معآ ، فأثناء مباراة الشطرنج تحدثت معه عن الكثير من أمور الحياة التي تتناسب مع عمره كان من بينها حديث عن السعادة وأسبابها فأشار الطفل بيده بأن سعادته هناك مشيرآ نحو أخيه الذي كان يلعب ويصرخ ضاحكا على مرجيحة في الحديقة وكم كان يتمنى أن يسعد ويلعب مثله .

وأضاف تأثرت بشدة فقد لمس هذا الموقف مشاعري ، وهنا تسألت نفسي كيف أستطيع أن أحقق له هذه الأمنية البسيطة في حين هو يراني شاردا معتقدا أنني أفكر في نقلة جديدة في الشطرنج ولكنني كنت أفكر في وسيلة أحقق له بها السعادة التي ينشدها له ولكل الأطفال الذين أرتبطوا مثله بالكرسي المتحرك في حياتهم اليومية ،وعلي الفور كانت هناك خطوات جادة وسريعة .

يقول خالد بحثت كثيرا وتوصلت إلى أنه لا توجد مثل هذه الألعاب في مصر فهي موجودة في بعض قليل من الدول الأوربية وأمريكا والإمارات زادني هذا حماس علاوة على الحماس الذي رأيته من زملائي في النادي حينما طرحت عليهم الفكرة كمشروع من مشروعات النادي .

اللواء صلاح عيد رئيس لجنة المشروعات بروتاري يقول تبنيت فكرة تصنيع هذه الألعاب محليا مع مراعاة كافة المواصفات والأبعاد القياسية مستعينا بزميلنا دكتور مهندس وليد حسن والذي وضع كافة أمكانيات مكتبه الإستشاري الهندسي في خدمة هذا المشروع ، و تم تدبير الموارد المالية الضرورية لتغطية التكاليف من زملائنا في النادي وجاء دور إختيار المكان المناسب الذي يوفر عامل الحماية والأمان للأطفال ويوفر الأمن والصيانة وبالتالي الإستمرارية للألعاب .
تم عرض الموضوع كاملا على مديرية الشباب والرياضة بالإسكندرية والتي تحمست كثيراً للفكرة واختارت أن تكون البداية بمركز شباب النصر امبروزو بمنطقة محرم بك وسط الإسكندرية وتم التنفيذ فعلاً بعد الإنتهاء من تجهيز وإعداد البنية التحتية للحديقة علي مساحة ٦٠٠ متر مربع ، ووضعنا مجموعة الألعاب بها بألوانها الزاهية المبهجة ولم يفوتنا أن نزود الحديقة بدورة مياه مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة وإستراحات للأهالي مع العلم الدخول بدون أي رسوم نهائيآ ، وباتت الإسكندرية الآن تحتضن أول حديقة ترفيهية للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر .

دكتورة صفاء الشريف وكيل وزارة الشباب والرياضة بالإسكندرية ، تقول لم تشهد مصر إهتمامآ بذوي الاحتياجات الخاصة مثلما أهتم الرئيس عبد الفتاح السيسي بهم ، فأصدر قانون خاص بذوي الإعاقة عام ٢٠١٧ وأعلن عام ٢٠١٨ بأنه عام ذوي الإعاقة ، ايضآ في اليوم العالمي لذوي الهمم شهد الرئيس السيسي إحتفالية ” قادرون بإختلاف ” حيث تم إستعراض أهمية دور وزارة الشباب والرياضة والاتحاد المصري الرياضي للإعاقة الذهنية .
وأضافت بأن الإهتمام بأبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم وتدريبهم ودمجهم بالمجتمع رسالة سامية ذات أبعاد إنسانية و نبيلة كما أنها تمثل أحد المعايير الرئيسية والهامة لقياس مدى تقدم ورقي الأمم والحضارات ، وكلي أمل أن تكون هذه الحديقة هى حجر الأساس لسلسلة حدائق متخصصة من هذا النوع وتكون سبباً في إدخال البهجة والسعادة والأمل لقلوب كل أطفالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة ذوي الإرادة ذوي الهمم .

فيما قال دكتور أحمد فوزي الملا الأستاذ بمعهد البحوث الطبية والعضو في أحد منظمات المجتمع المدني ،الاهتمام بالأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة والعمل على تطوير قدراتهم وتوفير وسائل الترفيه والتواصل مع الآخرين يساهم بشكل كبير في نجاح اندماجهم في المجتمع، بل وإخراج أشخاص موهوبين يتمكنون من إفادة المجتمع وفئاته المختلفة بصور متعددة، فالإهتمام بالأطفال الموهوبين من المعاقين هو اهتمام حديث نسبياً يحاول إلغاء الخطأ من أن الموهبة توجد لدى الأشخاص غير المعاقين فقط، وقد أثبتت الدراسات أن هناك نسبة من الأطفال المعاقين لديهم موهبة ولكنهم لا يحظون بالاهتمام الذي حظي به أقرانهم الموهوبين من غير المعاقين .

ويضيف الاهتمام في الوقت الحالي بالموهوبين من المعاقين والتعرف على مواطن القوة والابداع والموهبة لديهم أصبح مهما للغاية، بعد أن كان التركيز فقط على القصور والعجز لديهم، فالموهبة موجودة لدى الفرد حتى مع وجود الاعاقة، وقد يكون أحد الأشخاص معاقاً ولديه مواهب متعددة وتظهر في مجالات مختلفة سواء كانت فنية أو رياضية أو اجتماعية أو سياسية وغيرها، فالأمر يتطلب أن نبحث عن القدرات والمواهب والإبداع عند الجميع بغض النظر عن الاعاقة أو العجز لدى الفرد.